عن قصيدة للشاعر الروسي إيفتوشكنو
بقلم: د. احمد خالد توفيق - 1978
اليوم أفضح للجميع حقيقتي ..
تلك التي داريتها
في أضلعي ..
منذ الصبا ..
أنا حاسد ..
الحقد يفعم مهجتي ..
والسيل قد بلغ الزبى ..
???
أنا حاسد ..
ما دام طفل لم يزلْ ..
يحبو بأروقة البشاشة يجتني عبق الأملْ ..
ما دام يمتلك الغدا..
ما دام يثمل بالجمال وليس يبكيه الردى ..
أنا حاسد
ما دام يمتلك الأفقْ ..
ما دام يمرح والسحاب ويبتغي
أن يعصر الأحلام من أيك الشفقْ .. !
???
أنا حاسد..
ما دام يمرح والرفاق ويضحكُ ..
ضحكًا صدوقًا من فؤاد طاهر ..
لا يعرف الزيف ولا يتملقُ..
أنا حاسد .
فطوال عمري لم أذق طعم الأمل ..
قد كنت نهرًا راكدًا ..
يؤوي جراثيم الخجلْ..
???
هذا الفتى ..
ما زال يمتلك الغدا ..
ما زال يملك أن يطارد كل أسراب الطموح ..
وما فقدت وما مضى ..
???
أنا حاسد ..
فلسوف يكتشف القلم ..!
ولسوف يعثر في أخاديد الحروف
على أغان لم أجدها ..
رغم بحثي المحتدم !
حتى بهذا فاقني ..
يا للألم !
أنا حاسد ..
فلسوف يقرأ ما تركت من الكتب ..
سيواجه الدنيا بإصرار الشهب ..
سيكون سهمًا من حماس ...
من نشاط ..
من لهب ..
???
أنا حاسد ..
حتى وإن حاولت أن أتصنعا ..
وأقول إني لن أعيش سوى حياتي ..
كارهًا أم قانعا..
لكنني ..
سأظل أذكر دائمًا ..
مهما تصنعت البراءة ..
أن طفلاً سوف يصنع ..
ما فشلت به أنا!